تقع اليابان شرقي القارة الآسيوية وهي عبارة عن أرخبيل من الجزر يجاورها من الغرب روسيا وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وتقع هذه الجزر في المحيط الهادي.
السكان: عدد سكان اليابان 132.6 مليون حسب آخر التقديرات.
الديانات: 80 % من اليابانيين يعتنقون البوذية والشنتوية، وأكثر من 1% مسيحيون، وأقل من 1% على دين الإسلام. وعدد المسلمين في اليابان حوالي مائة وخمسين ألف مسلم.
وينتشر المسلمون في اليابان من أقصـى جزيـرة في شـمال اليابان "هوكايدو" إلى أقصى جزيرة صغيرة في جزر "أوكيناوا" جنوبًا، قرب تايوان، ومن أقصى الشـرق "طوكيو" إلى أقصى الغرب "كانازاوا" و "شمياني توتوري".
• وأول ياباني أسلم هو "عبدالحليم أفندي"، "أوسوتارا نودا" عام 1891م، وهو مراسل جريدة بيجي شيمبون. ودخل الإسلام نتيجة مناظرة، أجراها معه رئيس المسلمين في ليفربول السيد عبد الله كيليام أفندي؛ فبينما كان عبدالله كيليام أفندي في إسطنبول، تباحث مع عبدالحليم أفندي حول موافقة الدين الإسلامي للعقل والمنطق.
وكان كلامه باللغة الإنجليزية، وسرد له البراهين العقلية، فوجدها عبدالحليم مقبولة، فهداه الله إلى الصراط المستقيم.
• وأدَّى الحجَّ أوَّلُ يابانيٍّ عام 1909م، وهو "عمر ياما أوكا"؛ فقد صاحب "عبدالرشيد إبراهيم" إلى الديار المقدَّسة ثم إلى إسطنبول.وحين احتلت اليابان الصين وإندونيسيا وماليزيا والفلبين أسلم عدد من اليابانيين.
وأول مجموعة دعاة زارت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية كانت من جماعة الدعوة والتبليغ (من عام 1956م إلى عام 1960م)، وأسلم على يدهم كثير من اليابانيين.
ومن أشهر الدعاة الذين زاروا اليابان وكان لهم تأثير ملموس المرحوم علي أحمد الجرجاوي، وهو محامٍ شرعي مصري، سمع في عام 1906م أن مؤتمرًا يعقد في اليابان يبحث فيه اليابانيون مختلف الأديان لاختيار الدين المناسب، فسافر من أجل ذلك وألَّف كتاب "الرحلة اليابانية" وذكر فيه أن 12000 ياباني اهتدى على يديه.
وقد كان معه في هذه الرحلة داعية من الصين، وداعية من روسيا، وداعية من الهند، وقد طُبِع الكتاب في القاهرة عام 1907م.
من أهم المؤسسات الإسلامية في اليابان:
1 - المركز الإسلامي الياباني: وهو هيئة اعتبارية قانونية بدأت نواته عام 1965م، وقد حصل على اعتراف الحكومة اليابانية وسُجِّل لدى الحكومة عام 1980م. ويقوم بمهمة تقديم الإسلام للشعب الياباني عامة ويدعو المسلمين في اليابان بالفكر والتوجيه والكتاب والتعليم.
ويتعاون مع كافة المسلمين في اليابان أفرادًا وجماعات ومن رسائل المركز المهمة إيجاد مناخ للتعاون والتعارف بين اليابان والعالم الإسلامي.
ورفع المركز شعارًا هامًا مكونًا من ثلاث نقاط هي: (الدعوة، النشر، التنسيق).
الجمعيات الإسلامية، منها:
1 - الجمعية الإسلامية اليابانية، 2 - والمؤتمر الإسلامي الياباني.
3 - الجمعية اليابانية الثقافية 4 - جمعية الطلاب اليابانيين المسلمين.
5 - جمعية مسلمي اليابان: وهذه الجمعية هي حصيلة الوجود الإسلامي للمسلمين اليابانيين حتى عام 1953م، وهي أول جمعيَّة إسلاميَّة خالصة أسَّسها مسلمُو ما قبل الحرب العالمية الثانية، الذين عادوا بعد إسلامهم في إندونيسا وماليزيا والصين، وكذلك مَن بقي حيًّا من المسلمين الأوائل في اليابان.
6 - الجمعيَّة الإسلاميَّة في "هوكايدو". 7 - جمعيَّة المرأة المسلمة أوساكا وكيوتو.
خمس ترجمات لمعاني القرآن:
يذكر الدكتور السامرائي "مدير المركز الإسلامي في اليابان" أن هناك خمس ترجمات لمعاني القرآن الكريم باليابانية، واحدة فقط قام بها ثلاثة مسلمين في مكة المكرمة: أحدهم ياباني هو المرحوم عمر ميتا، والثاني باكستاني هو المرحوم عبد الرشيد أرشد، والثالث باكستاني أيضًا وهو المرحوم مصطفى كومورا.
وتبذل الجمعيات الإسلامية في اليابان جهودًا كبيرة في سبيل نشر الدعوة الإسلامية من خلال بناء المدارس الإسلامية، والاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم، وتعليم اللغة العربية، كما أقامت رابطة العالم الإسلامي مركزًا إسلاميًا في طوكيو.
بعض المشكلات التي تواجه المسلمين في اليابان:
يعاني المسلمون في اليابان من مشاكل معظمها تتمحور حول اللغة والترجمة والمعلِّمين المؤهَّلين وانتشار المدارس في كافة أنحاء اليابان.
ويحتاج مسلمو اليابان إلى توزيع نسخ من القرآن الكريم، كما أن الحاجة ماسة إلى ترجمة كتب الحديث والفقه والتوحيد.
________________
مجلة البيان العدد 286الفرق العلمية في الحضارة الإسلامية
الفرق العلمية أساس جديد غيَّر به المسلمون من نمط وطريقة تفكير العلماء السابقين؛ فلأوَّل مرَّة في التاريخ يُكوِّن المسلمون فريقًا علميًّا متكاملًا، فيه أكثر من عالم في أكثر من مجال؛ ليُخرِجوا لنا في النهاية عملًا متكاملًا مفيدًا، لم يكن ليرى النور إلا باعتماده على أكثر من تخصُّص من العلوم.
أول فريق علمي في التاريخ:
ويُنسب إلى أبناء موسى بن شاكر(محمد والحسن وَأحمد) أنهم أوَّل وأشهر فريق علمي جماعي في التاريخ؛ حيث كان محمد عالمًا في الهندسة، وأحمد عالمًا في الفلك، والحسن عالمًا في الميكانيكا.
وقد ألَّفوا معًا كتاب (الحيل) الذي اتَّضحت فيه رُوح الفريق العلمي بشكل مباشر، وتجسَّد فيه مبدأ العمل الجماعي القائم على المشاركة والتعاون؛ فالكتاب من أوَّله إلى آخره ينطق بصيغة الجماعة.
ومن قبيل ذلك: "قال محمد والحسن وَأحمد: الشكل الأول، نريد أن نبيِّن كيف نعمل كأسًا يصبّ فيه مقدار من الشراب أو الماء، فإن زيد عليه زيادة بقدر مثقال من الشراب أو الماء خرج كل شيء فيه".
"ونريد أن نبيِّن كيف نعمل جرَّة لها بُزَال مفتوح، إذا صُبَّ فيها الماء لم يخرج من البُزَال شيء، فإذا انقطع الصب خرج الماء من البُزَال، فإذا أُعِيدَ الصبُّ انقطع أيضًا، وإن قطع الصبُّ خرج الماء، وهكذا لا يزال..".
"ونريد أن نبيِّن كيف نعمل فوَّارتين يفور من أحدهما شبه القناة ومن الآخر شبه السوسنة مدَّة من الزمان، ثم يتبادلان فيخرج من التي كانت تفور قناة سوسنة، ومن التي كانت تفور سوسنة قناة مقدار ذلك من الزمان، ولا يزال على هذا ما دام الماء ملصقًا فيها".
وغير ذلك كثير، مما يدل على نضج عقليَّة أولاد موسى بن شاكر كفريق علمي متكامل، كما تبرز أهمية وقيمة العمل الجماعي، أو فريق العمل في المجال العلمي.
ولا ريب أن هذا التكامل وذاك المزيج من مختلف التخصُّصات بين هؤلاء الإخوة قد أدَّى إلى الوصول إلى حقائق علميَّة كان من الصعب التوصُّل إليها إلاَّ باشتراك أكثر من عالم في أكثر من تخصُّص؛ وذلك مثل القياس الدقيق لقُطْر الأرض، أو صناعة الأَسْطُرْلاَب الضخم الذي يُمَكِّن من حساب حركة الأجرام بدقَّة كبيرة.
على أن هذا الأمر لم يكن مقصورًا على هذا الفريق العلمي المتميِّز، بل تكرَّر في علوم كثيرة، ووجدنا تعاونًا لافتًا للنظر بين علماء الطبِّ و الصيدلة والنبات والحيوان، وكذلك بين علماء الجيولوجيا والجغرافيا والفَلَك، وهكذا.
وقد تجسَّد ذلك مع الرازي الطبيب المشهور بين تلامذته؛ فترى ابن النديم يصفه فيقول: "أوحد دهره، وفريد عصره, قد جمع المعرفة بعلوم القدماء وسِيَّما الطب , وكان ينتقل في البُلدان... وكان يجلس في مجلسه ودونه تلاميذه.
ودونهم تلاميذهم, ودونهم تلاميذ أخر, وكان يجيء الرجل المريض فيصف ما يجد لأوَّل من تلقَّاه, فإن كان عندهم علم وإلاَّ تعدَّاهم إلى غيرهم, فإن أصابوا وإلاَّ تكلم الرازي في ذلك, وكان كريمًا متفضِّلًا بارًّا بالناس, وحَسَنَ الرأفة بالفقراء والأعِلاَّء (المرضى)، حتى كان يجري عليهم الجرايات الواسعة ويمرضهم".
فكان تلاميذ الرازي بمنزلة فرق علمية، كل فريق منهم يدلي برأيه ودلوه في المسألة المطروحة، حتى يصلون فيها إلى نتيجة، وعلى رأسهم جميعًا يجلس الرازي الذي يسمع ويتابع ويصوِّب، ثم يقف معهم في معضلات المسائل فيبسطها هو معهم!
على أن الأمر لم يكن مقتصرًا فقط على العلوم الحياتية، بل رأينا أيضًا الفِرَق العلمية في المجالات الشرعية؛ فرأينا المجامع الفقهية التي تجتمع لبحث قضية معينة مستعينة في ذلك بمجموعة كبيرة من العلماء في مجالات القرآن والحديث والفقه والعقيدة وغير ذلك؛ مما أثرى الحركة العلمية، وأدَّى إلى سرعة نضوجها.
المصدر: مجلة البيان العدد 286الفرق العلمية في الحضارة الإسلامية